الحياة

مفارقات نراها كثيرا ونسمعها بل أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب منها أحاديث كثيرة تتلصص في مجالسنا تنعت عالمنا بالتخلف والقهقرة وعدم المسؤولية , وكثير ما نسمع من يقول لو أنني عشت في مجتمع راقي لكنت ارتقيت بنفسي وأخلاقي . و يدار الكلام بأنهم شعب متحضر ويعي ما يعمل فهم صانعوا الحضارة الآن , ونسوا أن الإسلام هو صانع الحضارة ولكن تخلت عنا الحضارة بتخلينا عن مبادئ وقيم ديننا .
فما مدى اختلافهم عنا لماذا نحن نتقدم للخلف.
لدينا الشخص لا يتوارى في إلقاء اللوم على الشخص الأخر
لديهم كل شخص يتحمل جزء من النتيجة فهو مشترك بشكل او بآخر.
فالطالب هنا يلقي باللوم في قصوره الدراسي على المدرسين ونحن لا نفتأ نسمع المدرسين ينعتون طلابنا بالاستهتار وكثير من شبابنا يلوم الغير على القصور في الخدمات سواء الشركات او الخدمات الجامعية .
ونرى في المقابل انه هذه الجهات ترى الشباب مستهتر ولا يستحق الخدمات التي يقوم بتخريبها بيده فلا وقت لإضاعته لأشخاص عديمي المسؤولية .
السبب هو المسؤولية
التي أصبحنا نجهل ما هي المسؤولية اعم واشمل مما نتصوره لمسؤولية أن يتحمل كل شخص كل كلمة وفعل وحركة صادره عنه أن يكون مسئول عن عاداته وعمله وثقافته وقراءته وكل ما يقوم به لان هدفه بناء شخصية رائعة تميزه عن غيره فإذا لم نتحمل بناء أفضل الشخصيات لمعنا في ثقافات غيرنا فنحن بصدد ثقافة
(( انا لها ))


بافتقادنا إياها فقدنا الكثير والكثير فقدنا الثقة وفقدنا الأمانة وفقدنا الايجابية أصبح الكل منا ينتظر من الآخر هو أن يبادر و يتحمل المسؤولية .
تنازلنا عن الكثير حتى لا نتحمل مسؤولية فوق طاقتنا فمن سيتحمل مسؤولية نهضتنا إذا تنصلنا نحن منها من سيتحمل الرفعة لهذه الأمة من سيعيد أمجاد هذه الأمة إن تركناها نحن. ولن تعود هذه النهضة إلا ذا تحمل كل شخص نتيجة أفعاله وتحمل المسؤولية كاملة دون أي نقصان .
فالطالب يتوجه لطلب العلم لأنه فريضة عليه ولأنه باني حضارة المستقبل وحامي الأمة.
يعمل الموظف لأنه يريد أن ينهض بوطنه ( الأهداف السامية ) من ظلام الفقر والتخلف وحتى تكون الصناعات في وطنه يتحدث عنها جميع البشر صنعة وطنية مسلمة .
تربي الأم لأنها مسؤولة عن تنشئة أبناء يكافحون في هذه الحياة وملزمة لان تنشئ عظماء ليس فقط أعداد تتزايد وبدون أي فائدة.
الأب يعمل حتى يعلم أبناؤه بإن العمل قبل كل شئ هو عبادة ورفعة لوطنه وطريق الخير كله
الزوج يتحمل مسؤولية أنثى تشاركه كل شئ ولا بد أن يشاركها هو بالمقابل بكل شئ .
زوجة تتحمل مسؤولية إنسان تعهد اما م الله قبل الكل بان يحافظ عليها فلا تلقي بالمسؤولية عليه ، عليها ان تكون بقدر هذه المسؤولية وتنشئ بيتا مسلما فيه كل ما أمر به الله ورسوله.
هذه المسؤولية التي نريدها مسؤولية يتحملها كل شخص فتسمو أهدافه لرفعة كل شئ
فيكون قبل كل شخص مسؤول عن نفسه ينقيها ويطهرها من الكذب والخيانة والذل والمهانة والحقد والحسد وقبل أن يشتكي من اختفاء أي خلق من العالم يتجه هو ليزرعه في نفسه أيضا حتى يراه دائما موجود .
ثم يتوجه لمن هو مسؤول عنهم فيزرع فيهم أجمل معاني المحبة والتفاؤل والتضحية والإخلاص والوفاء بالعهد .
وبهذا نكون قد سعينا في بناء لبنة صالحة في المجتمع ستكون الأساس الصادق التي سيبنى عليه كثير من اللبنات الأخرى لنكون مجتمع رائع ومسلم بحق
فكن مسؤولا عن معاملة الناس لك
كن مسؤولا عن تصرفاتك
كن مسؤولا عن كلماتك
عن مسؤولا عن عملك
كن مسؤولا عن وقتك
كن مسؤولا عن جهدك وتفكيرك
إذا وصلنا لهذه المسؤولية سنكون نفعل الأشياء لأنها واجب علينا ليس لنجد المقابل من الغير لان أعمالنا ستكون خالصة لخالقها عز وجل
كن مخلصا يخلص الناس لك كن جميلا ترى الوجود أجمل.